حلقات عمل تعاونية حضرية في الجزائر العاصمة وتهيئة مشاريع حول إعادة تقييم التراث العقاري للسكك الحديدية وتجديد النسيج الحضري الحالي

تحفيز الحوار التقني حول مواضيع إعادة تأهيل النسيج الحضري القديم وإعادة تقييم التراث العقاري للسكك الحديدية، والسماح بالتالي، بظهور مشاريع حضرية جديدة في الجزائر

سمحت عملية إعادة تحديد مشاريع مبادرة تمويل المشاريع الحضرية (UPFI) في منطقة البحر الأبيض المتوسط التي أجريت في الجزائر،في الفترة الممتدة من شهر ديسمبر/ كانون الأول 2016 إلى شهر ديسمبر/ كانون الأول 2017،بإبراز المواضيع الأساسية للتنمية الحضرية في البلاد.
وفي نهاية هذا الاستطلاع الذي اشرفت عليه الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) ومع استئناف الحوار مع السلطات الجزائرية بشأن القضايا الحضرية، صادقت اللجنة التوجيهية لمبادرة تمويل المشاريع الحضرية (UPFI) على تنظيم حلقات عمل تعاونية، ممولة من صندوق المبادرة، موجهة للنظراء الجزائريين حول مواضيع تأهيل النسيج الحضري القديم وإعادة الاعتبار للتراث العقاري للسكك الحديدية.
وهكذا، فإن مبادرة تمويل المشاريع الحضرية (UPFI) التزمت إلى جانب الوزارة الجزائرية للسكن والعمران والمدينة، والوزارة الجزائرية للأشغال العمومية والنقل بالمشاركة في بناء التفكير حول هاتين القضيتين الحضريتين.

سياق المشروع

تحديد موضوعين محورين رئيسيين للتنمية الحضرية في الجزائر

في إطار مبادرة تمويل المشاريع الحضرية (UPFI)، أطلقت المرحلة الثانية لتحديد المشاريع الحضرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، من قبل وحدة إدارة المشاريع (UGP) وخبرائها الإضافيين، قصد تحديد المشاريع الجاهزة التي تستجيب لمعايير مبادرة تمويل المشاريع الحضرية (UPFI) والتي من شأنها الاستفادة من الدعم التقني والمالي للمبادرة.

في هذا السياق، تدخل مهمة بعثة إطلاق عملية تحديد المشاريع في الجزائر التي تمخض عنها إرسال بعثتين ميدانيتين في شهري أبريل / نيسان 2017، وفي ديسمبر/ كانون الأول 2017. وقد سمحت هاتان البعثتان بتجديد الحوار مع السلطات الجزائرية، وبحث الامكانيات المحتملة لدعم وتمويل المشاريع والتطرق لسبل التعاون التقني في المجال الحضري. وتمكنت البعثة الأولى التي زارت الجزائر في شهر أبريل / نيسان 2017 من تقييم توجهات التنمية الحضرية في الجزائر، ومدى التزام السلطات العامة بإدماج الانشغالات الجديدة، ومنها قضايا التجديد والتحديث الحضري. وسمحت الزيارة الميدانية الثانية التي جرت في ديسمبر / كانون الأول 2017 للسلطات الجزائرية بالتعبير عن احتياجاتها في مجال دعم القدرات والحوار التقني بشان المواقع النموذجية في الجزائر العاصمة التي اقترحتها كل وزارة على الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD).

تندرج هذه الانطلاقة الجديدة لتحديد المشاريع الحضرية في الجزائر في إطار الاستراتيجية الوطنية للتنمية الحضرية. كما أنّ الخطة الاستراتيجية لتنمية الجزائر الكبرى (2015 ــ 2035) تخصص حيزا هاما لقضايا التجديد والتحديث الحضري، ولا سيما من خلال مشاريع إعادة التأهيل (في الجزائر العاصمة: القصبة، وقبب حي المسمكة / في وهران: مشاريع إعادة تأهيل وسط المدينة الاستعمارية والأحياء القديمة، الخ), وإعادة هيكلة ـــ تحديث المناطق الحضرية الكبيرة (في الجزائر العاصمة: الحامة ـــ حسين داي، الخ.). بالإضافة إلى ذلك، يشكل إصلاح النسيج الحضري القديم وترميم الاحياء المتدهورة محور اهتمام سياسة الحكومة في مجال السكن، والتخطيط الحضري والمدينة، احتل في هذا الصدد  مكانة  بارزة في الوثائق الاستراتيجية لعام 2015، وخطة العمل الحكومية لفترة 2015 ــ 2019 في مجال الإسكان.

 

محطة وآغا، موقع نموذج حلقة عمل تعاونية حول إعادة تقييم تراث البنى التحتية الحضرية للسكك الحديدية<br />©شركة التصميم(ID&S) لصالح الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)

محطة آغا، موقع نموذجي لحلقة عمل تعاونية حول إعادة تقييم تراث البنى التحتية الحضرية للسكك الحديدية
©شركة التصميم (ID&S) لصالح الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)

 

ومكّنت حلقتا العمل من الاستجابة لتطلعات الوزارات التي كانت ترغب في تطوير منهجية لإدماج الجهات الفاعلة في القطاع الخاص في تمويل المشاريع وتنفيذها بشكل أفضل .وعلى وجه الخصوص، قضية تثمين التراث العقاري للسكك الحديدية الذي تسعي وزارة الاشغال العمومية والنقل، إلى جذب المستثمرين من القطاع الخاص للمساهمة في إنجاز أقطاب تبادلية مختلطة، إلى جانب الأنشطة المرتبطة بالمكاتب، والخدمات والتجارة.

مشروع مبادرة تمويل المشاريع الحضرية (UPFI)

تنظيم حلقات عمل تعاونية، اعتمادا على مواقع نموذجية، من أجل تحديد أساليب واستراتيجيات التدخل بشان النسيج الحضري القديم، والتراث العقاري الحضري للسكك الحديدية التي يتعين إعادة تقييمه

في هذا السياق، وافقت اللجنة التوجيهية لمبادرة تمويل المشاريع الحضرية(UPFI)، والوزارة الجزائرية للسكن والعمران والمدينة، ووزارة النقل والمتعاملين معها في ديسمبر/ كانون الأول 2017 على تنظيم حلقتي عمل تعاونية حول موضوع تجديد النسيج الحضري القديم وتقييم تراث البنى التحتية الحضرية للسكك الحديدية في الجزائر.

وكان من المفترض أن تسمح حلقات العمل هذه بإجراء متابعة تقنية لهذين الموضوعين المحوريين مع الوزارات الجزائرية والجهات الفاعلة المعنية من أجل تحديد مشاريع جديدة مرتبطة بهذين الموضوعين المحوريين. ويمكن أن تستفيد هذه المشاريع من اعداد تقني ومن تمويل في اطار مبادرة تمويل المشاريع الحضرية(UPFI). في نهاية المطاف، سعت حلقتا العمل إلى توطيد التعاون التقني والحوار بين السلطات الجزائرية والمشغلين المحليين ونظراءهم الأوروبيين بشأن هذين الموضوعين الحضريين، ويمكن أن تساهم في مواصلة هيكلة مشاريع استثمارية ملموسة (أقطاب للتبادل، أحياء في طور التجديد).

عُقدت حلقة العمل الأولى حول تقييم مساحات السكك الحديدية وإنشاء أقطاب للتبادل المتعدد الوسائط في الجزائر العاصمة في نهاية أبريل / نيسان 2018 وجمعت فرق من وزارة النقل والمشغلين معها، شركة مترو الجزائر (EMA) وشركة النقل بالسكك الحديدية الوطنية (SNTF)، وخبراء أوروبيين، وممثلين عن الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD).

,حلقة عمل تعاونية حول إعادة تقييم تراث البنى التحتية الحضرية للسكك الحديدية أبريل / نيسان 2018 © بيار ارنو بارتال، الوكالة الفرنسية للتنمية(AFD)

حلقة عمل تعاونية حول إعادة تقييم تراث البنى التحتية الحضرية للسكك الحديدية
أبريل / نيسان 2018
© بيار ارنو بارتال، الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)

حلقة عمل تعاونية بشأن تجديد النسيج الحضري الحالي

تزخر المدن الجزائرية بتراث هندسي ومعماري متنوع، من المنازل الجميلة التي تعود إلى الحقبة العثمانية، إلى المباني الملفتة من الحقبة النابليونية والتصاميم الهندسية الخاصة بستينات وسبعينات القرن العشرين، أو حتى أحياء الضواحي ومدن السكن الاجتماعي. ولكن هذه المجموعات الحضرية تشهد منذ بضع سنوات تدهورًا متسارع الوتيرة، فقد أصبح ثلث المباني في الجزائر في حالة متداعية، وبات أبناء المدن أمام خطر فقدان تراثٍ نادر ومسكنٍ قيّم في بلد يكافح منذ عقود طويلة لمعالجة النقص في مساكنه.

أمام هذا الوضع، قررت الدولة الجزائرية إطلاق مشروع لتجديد الأحياء القديمة، وهو المشروع الأول من نوعه في بلد انكبّ لفترة طويلة – من حيث السكن والعمران – على إنشاء المساكن بكثافة، وذلك بالدرجة الأولى من خلال التمدد عند أطراف المدن. وقد وجد هذا المشروع إطاره الأولي في مرسوم صدر عام 2016.

واندرجت حلقة العمل المتعلقة بتجديد النسيج الحضري الحالي في إطار استمرارية المرسوم التنفيذي رقم 16ــ 55 الصادر في 22 ربيع الثاني1437 (1 فبراير / شباط 2016)، الذي يحدد شروط وطرق التدخل في النسيج الحضري القديم. وكانت الوزارة الجزائرية للسكن والعمران والمدينة، التي اضطلعت بدوري قيادي في هذا المشروع التنفيذي الجديد في الجزائر، المستفيد الرئيسي بصفتها تلك من حلقة العمل التعاونية المكرسة لتجديد النسيج الحضري الحالي.

أنسجة حضرية قديمة في مدينة حسين داي بولاية الجزائر
©شركة التصميم(ID&S) لصالح الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)

 

وسعيًا من “الوكالة الفرنسية للتنمية” (AFD) إلى مواكبة انتقال المشروع إلى مرحلة التنفيذ والتشغيل، قامت الوكالة في إطار “مبادرة تمويل المشاريع الحضرية” (UPFI) بالتعاون مع وزير السكن والعمران والمدينة في الجزائر بتنظيم حلقة عمل تعاونية ممتدة على ثلاثة أيام في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2018. وقد جمعت حلقة العمل هذه ممثلين عن الجهات الجزائرية الرئيسية المعنية بتجديد النسيج القديم، وهي وزارة السكن والعمران والمدينة إضافةً إلى “الوكالة الوطنية للتعمير وإدارات الأملاك” و”ولاية الجزائر” والعديد من مكاتب التسويق العقاري والإدارة العقارية، و”الصندوق الوطني للسكن”، و”الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره”، و”المركز الوطني للدراسات والأبحاث التطبيقية في العمران”، و”الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء”، و”المركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة للبناء”، و”الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استخدام الطاقة”. أما الخبراء الدوليون الذين ساهموا في هذه الحلقة فقادمون من “الوكالة الوطنية للتجديد الحضري” ومدينة باريس والمؤسسة العامة المحلية لإعادة تأهيل مدينة ليل الأوروبية “لا فابريك دي كارتييه” La fabrique des quartiers ومكتب شركة ID&S للدراسات والاستشارة. كما تولت الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) بمقرها وفروعها تمثيل اللجنة التوجيهية لـ”مبادرة تمويل المشاريع الحضرية” (UPFI) عبر المشاركة في التبادل والتأمل خلال هذه الأيام الثلاثة.

ويشار إلى أن حلقة العمل تمحورت حول تبادل الخبرات بين المشغلين الجزائريين والخبراء الدوليين، وتُرجمت كذلك إلى عمل فعلي في موقعين جزائريين في قطاع الحامة – حسين داي قادرين على استضافة مشروع تجريبي أولي لتجديد الأنسجة القديمة. وفي هذا الإطار تم تناول المواضيع الرئيسية التالية: محيط عمليات التجديد الحضري، والبرمجة، إضافةً إلى إنشاء وتشكيل هيئة تنفيذ المشروع والمجالات الهندسية المطلوبة (التقنية والمعمارية والحضرية والاجتماعية والمالية وغيرها).

وقد أتاحت هذه الأيام الثلاثة من العمل التعاوني المقارنة بين الدراية الفرنسية والخبرات الجزائرية في مجال التجديد الحضري، بحيث أكّدت وجود تقارب في نهج الطرفين: فالتجديد لا يقتصر ببساطة على الحفاظ على البناء أو تحديثه من الناحية التقنية، بل هو مشروع حضري حقيقي يقترح رؤيةً مستقبليةً للأحياء السكنية والمحيط الخارجي المستهدف. من هنا، يجب أن يكون مشروع التجديد محرّكًا للتغيير يطلق عجلة التحول المادي للمساكن والأماكن العامة وينشّط الحياة الاقتصادية والاجتماعية ويعزز القيمتين التجارية والثقافية كما ويحسّن بصورة ملحوظة ودائمة الظروف المعيشية للسكان.

حلقة عمل تعاونية حول تجديد الأنسجة الحضرية القديمة، نوفمبر/تشرين الثاني 2018
©شركة التصميم (ID&S) لصالح الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)

 

المؤشرات الرئيسية لمشروع مبادرة تمويل المشاريع الحضرية (UPFI)

  • 2 تنظيم حلقتي عمل تعاونيتين مبنية على الحوار والبناء المشترك بين الفرق المنفذة والتقنية التابعة للوزارات الجزائرية المستفيدة (والمتعاملين المعنيين) وخبراء أوروبيين بشأن الموضوعين المحوريين
  • تحديد 4 مواقع تجريبية في الجزائر العاصمة استند إليها التفكير الجماعي لحلقتي العمل.
  • أخبار المشروع

    Projet

    حلقات عمل تعاونية حضرية في الجزائر وتهيئة مشاريع حول إعادة تقييم التراث العقاري للسكك الحديدية وتجديد النسيج الحضري الحالي

    في نوفمبر 2018، أقيمت حلقة العمل التعاونية الثانية حول تجديد الأنسجة الحضرية المتدهورة في الجزائر العاصمة ,حيث تم تبادل الخبرات بين مشغّلين ينتمون إلى الجهات الجزائرية المعنية بتجديد النسيج القديم، وهي وزارة السكن والعمران والمدينة إضافةً إلى "الوكالة الوطنية للتعمير وإدارات الأملاك" و"ولاية الجزائر" والعديد من مكاتب التسويق العقاري والإدارة العقارية، إلى جانب "الصندوق الوطني للسكن"، و"الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره"، و"المركز الوطني للدراسات والأبحاث التطبيقية في العمران"، "والهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء"، و"المركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة للبناء"، و"الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استخدام الطاقة". أما الخبراء الدوليون الذين ساهموا في هذه الحلقة فقادمون من "الوكالة الوطنية للتجديد الحضري" ومدينة باريس والمؤسسة العامة المحلية لإعادة تأهيل مدينة ليل الأوروبية "لا فابريك دي كارتييه" ومكتب شركة ID&S للدراسات والاستشارة. كما تولت "الوكالة الفرنسية للتنمية" بمقرها وفروعها تمثيل اللجنة التوجيهية لـ"مبادرة تمويل المشاريع الحضرية" (UPFI) عبر المشاركة في هذه الأيام الثلاثة. وسمحت حلقة العمل التعاونية هذه للمشاركين بالتفكير في الإشكاليات المرتبطة بعمليات التجديد الحضري مثل التركيب التقني وبرمجة العمليات، أو تشكيل إدارة المشاريع، أو النموذج المالي لهذا النوع من العمليات، أو أيضًا الخبرات التي ينبغي حشدها.